وفي ما يلي، نضع _ بين يديك_ أهم الاستراتيجيات في التعليم والتدريب في ميدان التدريس الحديثة، ألا وهي التعليم المتمايز : فالتعليم المتمایز هو إطار أو فلسفة للتدريس الفعال الذي ينطوي على تزويد الطلبة بطرق مختلفة ومتنوعة لمساعدتهم في اكتساب المحتوى؛ وبناء المعاني، وصنع الأفكار، وكذلك تطوير مواد تعليمية وطرق مناسبة للتقييم، حتى يتسنى لجميع المتدربين أو الطلاب داخل القاعة أو الصف الدراسي أن يتعلموا بشكل فعال، ومن هنا،ما هي الميزة الأولي التي تظهر من التعريف وتجعلك تلجأ، كمدرب أو معلم، لهذه الاستراتيجية الحديثة في التدريب أو التعليم؟إن هذه الاستراتيجية التعليمية، بغض النظر عن الاختلافات في القدرة والفروق الفردية، حيث من الطبيعي أن يختلف المتعلمين في الثقافة والوضع الاجتماعي والاقتصادي، واللغة ، ونوع الجنس، والدافع، والقدرة أو العجز، والمصالح الشخصية وأكثر من ذلك، توفر لكل متدرب أو متعلم بيئة فعالة للتعلم المتميز.وهكذا، عليك_ كمدرب أو معلم_ أن تكون على علم بهذه الاختلافات من أجل التخطيط لمنهجك التعليمي الفعال، حيث يمكنك من خلال النظر في احتياجات المتدربين والمتعلمين المتنوعة، أن تصمم دروسًا تستجيب لمختلف الدارسين في مستويات الاستعداد، والمصالح وأنماط التعلم ، والتمايز يعني التأكد أن كل متدرب أو متعلم يدرس ما يناسبه و يأخذ المهام المناسبة له.
ومن الجدير بالذكر، أيضًا، أنه مهما اختلفت على الاستراتيجية التي ستعتمدها في التدريب والتعليم، توجد نقطة مشتركة، ألا وهي – تحفيز المتعلمين وتشجيعهم وفتح باب المشاركة أمامهم، وهي ما تتفق مع أهداف التعلم المتميز.
وباعتمادك_ أيها المدرب أو المعلم_ هذا النوع من التعليم والتدريب، تجده يوفر لك العديد من المميزات:
و لعل السؤال الذي يتبادردائمًا إلى ذهنك، سواء كنت مدرب أو معلم، بعد قرأت كل تلك المميزات، كيفية تطبيق مبادئ التعليم المتمايز داخل القاعة المدرسية أو الفصل المدرسي؟ ونرى أن هذا التساؤل يمكن الرد عليها بالنقاط التالية.
فإن التحدي الذي يواجه المدرب أو المعلم: كيف يعلم جميع المتدربين أو المتعلمين، علمًا بأن كل طالب مختلف عن غيره؟فمن الظلم أن نطالب المدرب أو المعلم باكتشاف طريقه تناسب كل دارس، لأن أبرز نقطة هنا هي نقطة البداية وهي آلية تنفيذ التعليم المتمايز وصولاً إلى التقويم النهائي لنحكم هل تلقى الطالب ما يلائمه من تعليم أم لا ؟
وإنه بذلك يحدد أهداف الدرس، ويحدد المخرجات المتوقعة، كما يحدد معايير تقويم مدى تحقق الأهداف.
وأنت _ كمدرب أو معلم_ من أجل اختيار الطرق و المناسبة للتعليم المتمایز وآلياته، يجب عليك، أولًا، جمع بعض المعلومات عن الدارسين، سواء في القاعة التدريبية أو الصف، وخاصة أنواع الذكاء ، وأنماط التعلم، والتعاون من أجل التعلم، وهذه نبذة عن هذه الموضوعات:
وهناك أسس إجمالية يجب عليك_ أيها المدرب أو المعلم_ أخذها بعين الاعتبار، عند اختيار الاستراتيجية الملائمة للتعليم المتمايز، وهذه الأسس تتعلق بالنواحي التالية:
هنا لك العديد من الاستراتيجيات التعليمية التي تدعمك وتتناسب مع التعلـيم المتمايـز، وذلــك بســبب التنــوع والاخــتلاف في الاحتياجــات التعليميــة للمتدربين والمتعلمين، ومــن هــذه الاستراتيجيات ما يلي:
تستند هذه الاستراتيجية على أسـاس مهـم هـو أن كـل متعلم أو متدرب في الصف الدراسي أو القاعة التدريبية هو عضو في مجموعات مختلفة متعددة يمايزها المعلم أو الدارسين أنفسهم.
تعتـبر الأنشـطة المتدرجــة مهمــة جــدًا عنــدما يريــد المدرب أو المعلــم أن يضــمن أن المتعلمين ذوي الاحتياجات التعليمية المتباينة يعملون على نفس الأفكار الأساسية ويسـتخدمون نفـس المهارات الأساسية.
هي مشتقة من اللعبة الشهيرة Toe-Tac-Tic أو ما نسميها بـــ O-X.وهي أداة ممايزة توفر تشكيلة مـن الأنشـطة التـي يسـتطيع الدارسين الاختيار من بينها لعرض فهمهم، ومثل اللعبة الأصلية فإن لوحتها تحوي تسـع خلايـا، وبالطبع يمكن تعديل عدد الصـفوف والأعمـدة.
تعتـبر الدراسـات المداريـة أبحـاث مسـتقلة تستغرق عموما ثلاثة إلى ستة أسابيع، وهي تدور حول جانـب مـا مـن جوانـب المنهـج أو المحتوى التدريبي.
تعتبر هذه التعيينات من أعمال الدارسين والمتدربين ممتـازة لمساعدة الأطفال في وضع أهداف تعلمية مناسبة وفي تقييم نموهم. كما أنها تعتـبر أيضـًا وسيلة قوية لمساعدة المعلمين والمدربين والآباء في التأمل في نمـو الطـلاب عـلى مـر الـزمن.
تعمل هذه الاستراتيجية على طرح أسئلة، أو تحديد بعض المهام المفتوحة النهايـة، والتـي تهتم أساسًا بحل المشكلات وممارسة مهارات التفكير الناقـد ، والتـي تقـود بـدورها إلى توصل المتعلم إلى إجابات مختلفة كلها صحيحة.
تعتمد هذه الاستراتيجية على إثارة موضـوع أو مفهوم، أو عنصر متواجد بالفعل في البيئة الواقعية للمتعلمين، وتتم بـين المدرب أو المعلم والدارسين لمناقشة التبرير وإبراز أهمية هذه الدراسة، وكلـما اقتنـع المتعلمين بأهميـة ذلـك، كلـما زاد حماسهم لهذه الدراسـة.
تعـد هـذه الاستراتيجية إحدى الاستراتيجيات التي تؤيد التعليم المتمايز والتعلُّم النشط في آنٍ واحد.تعتمد على استثارة الدارسين كي يفكروا كل على حدة، ثم يشترك كل اثنين في مناقشة أفكار كـل منهما، وذلك من خلال توجيه سؤال يستدعي تفكير التلاميذ، وإعطائهم الفرصـة كـي يفكروا على مستويات مختلفة. بالرغم من أهمية ومميزات مدخل التدريس المتمايز إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهه، حيث يُذكرأن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه مدخل التدريس المتمایز، تتمثل تحديات التعليم المتمايز في:
ويُذكر أيضًا بعض عيوب التدريس المتمايز كما أسماها. وتتمثل عيوب التدريس المتمايز فيما يلي:
ويرى العلماء التربويين أن السبيل الوحيد لمعالجة كل هذه المخاوف يتم من خلال التطوير المهني الفعال للمعلمين والمدربين الذي يشجعهم بقوة على تطبيق تلك المهارات، ثم تقديم التدريب لهم في جميع مراحل عملية التحرك نحو التمايز كمدخل للتدريس. وفي الختام، وبالرغم مما سبق ذكره، وانطلاقًا من فلسفة وأهداف ومميزات مدخل التدريس المتمايز، إلا أنه لا يمكن اعتبار التحديات التي تواجهه مبررًا، للتخلي عن استخدام التدريس المتمایز كنظام في التدريس والتدريب، كما أن السبل الوحيدة لمعالجة كل هذه المخاوف هو الاهتمام بالمعلم أو المدرب وتطويره، وذلك لأنه يتحمل مسؤولية قيادة صفوف المتعلمين المتمايزة، ويتم ذلك من خلال تدريبه وتشجيعه على توظيف مدخل التدريس المتمايز في صفِّه أو قاعته التدريبية بالشكل الصحيح.
دورات التنمية البشرية وتطوير الذات